**القصة:**
**"الكنز المفقود"**
في قرية صغيرة يعيش "عمرو"، رجلٌ طموح لكنه لا يهتم بحلال المال أو حرامه. كان يعمل في تجارة الذهب، ويغشّ العملاء بإضافة معادن رخيصة إلى السبائك ليزيد أرباحه. رغم تحذيرات أهل القرية ومنهم الشيخ "خالد" الذي نصحه بقوله: **"اتقِ الله يا عمرو، فإن المال الحرام لا بركة فيه، وسيأتي يوم تندم فيه"**، إلا أن عمرو كان يردّ بثقة: **"المال مال، والدنيا لمن يغتنم الفرص!"**.
ذات يوم، قرر عمرو توسيع تجارته، فاستدان من أشخاص مشبوهين بفوائد عالية، واشترى ذهبًا مسروقًا بثمن بخس. وفجأة، تعرّض للسطو المسلح، حيث سرق اللصوص كل ما يملك، حتى مدخراته المخبأة في بيته. أصيب عمرو بصدمة، وحاول اللجوء إلى من أقرضوه، لكنهم هددوه بالقتل إن لم يسدد دينه مع الفائدة.
اضطر لبيع بيته ومتجره، وأصبح فقيرًا مديونًا. تذكر كلام الشيخ خالد، فذهب إليه باكيًا: **"كنت محقًا يا شيخ، لقد خسرت كل شيء!"**. فقال الشيخ: **"ليس كل شيء، ما زالت توبة الله مفتوحة. ابدأ حياة جديدة بمال حلال، وسترى البركة"**.
ندم عمرو، وعمل بجدّ في مهنة شريفة، وسدّد ديونه شيئًا فشيئًا. بعد سنوات، افتتح دكّانًا صغيرًا لبيع الأقمشة، وتعامل بالأمانة. رغم أن أرباحه كانت قليلة مقارنةً بماضيه، إلا أنه عاش بسلام، وأصبح أبناؤه أناسًا صالحين.
**العبرة:**
عقوبة المال الحرام لا تكون دائمًا فورية، لكنها تأتي بصور مختلفة: خسارة مفاجئة، أمراض، تفكك أسري، أو شقاء دائم. أما المال الحلال، فبركته لا تكمن في الكمّ، بل في الطمأنينة واحترام الذات. كما قال النبي ﷺ: **"لاَ يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ إِلَّا كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ"** (الترمذي).
تعليقات
إرسال تعليق