فوازير انجازات السيسي

 




فوازير اسم الشهيد

 




فوازير اسم الشهيد. البطل الشهيد سيد زكريا خليل أو «أسد سيناء»

 من ذاكرة الوطن..

شهيد كرمه أعداؤه .

---------------------

"إنني أكتب لك وأنا في ظروف غير عادية... إذا أصبحت شه.يدًا فلا تحزنوا، فأنا سأكون في منزلة عند الله لا يصلها إلا الأنبياء."






- كانت تلك كلماته في خطاب لأخيه فى الرابع من أكتوبر عام 1973، وكأنه يعلم أن القدر يخبئ له ملحمة لن تُنسى..

- للأسف تأخر وصول هذا الخطاب لمدة 22 عاماً كاملة حيث حالت ظروف الحرب دون إرساله .

- ظل الخطاب داخل حافظته مع الجندى الاسرا..يلى الذى قتله حتى سلمها للسفارة المصرية فى برلين عام 1995م. إلى أن عرض بركنه بالمتحف الحربى عقب ذلك.

- ياترى من هو هذا الشهيد الذى روى قصته عدوه ؟

-- -------------------

> البطل الشهيد سيد زكريا خليل أو «أسد سيناء»، وهو اللقب الذى أطلقه عليه قاتله الجندى الإسرا.يلي.

- ابن مدينة الأقصر، تم تجنيده بالقوات المسلحة عام 1970 بقوات الصاعقة، وشارك فى حرب الاستنزاف، كما شارك فى حرب أكتوبر 1973، 

- تم تكليف وحدته الصغيرة بالاستعداد للعمل فى مهمة بلا عوده خلف خطوط العدو بجنوب سيناء فى مناطق: رأس ملعب ووادى غرندل شرق الممرات بالقرب من محاور اقتراب العدو لعرقلتها وإحداث أكبر خسائر بها. حتى تعبر المدرعات المصريه قناة السويس  

- فى يوم 13 أكتوبر 73 تم إبرار تلك القوة المحددة، واتخذت من بعض الهيئات الحيوية الحاكمة موقعاً كقاعدة تنطلق منها جماعات صغيرة لتنفيذ المهام المكلفة بها.

- وقبل أن يأخذ الرجال أماكنهم فى الهليوكوبتر المعدة لنقلهم إلى مكان العملية , وأثناء تزويدهم بالسلحة والذخائر , والتعيين من أطعمة ومشروبات تكفيهم لمدة 24 ساعة على الأقل.. فوجئ النقيب على قائد هذه المجموعة بسيد يرفض أخذ المعلبات الغذائية .

• عندما سأله النقيب على : لماذا ترفض أخذ التعيين؟

• رد ســـــــــيد : يا أفندم أنا عايز بدلاً منه كمية من الذخائر.

• كانت حجته : يا أفندم كفاية علىّ زمزمية المياه … أنا يمكن أصبر على الجوع , وعلى العطش .. لكن موش حا أقدر أتحمل أن العدو موجود أمامى وذخيرتى خلصت , وموش قادر أتعامل معه.

- وبالفعل أمر النقيب على لسيد بكميات إضافية من الذخائر على حساب تعينه بما لا يسبب له عائقاً أثناء حركته وأدائه لمهامه المكلف بها.

-----------------------

- بعد أن حطت بهم الهل بحذر فى النقطة المطلوبة أنتشروا بسرعة الفهود فى مسرح العملية يهيئون الأرض تجهيزاً مناسباً , ومستخدمين الثنيات الطبيعية فى ألاختباء وتشوين الذخائر فى الخلف بين صخور المنطقة , مستخدمين أعشاب المنطقة غطاء لخوذاتهم وملابسهم زيادة فى التمويه …. وظلوا من صباح هذا اليوم فى حالة تامة من السكون , والحذر , والترقب حتى عصر اليوم نفسه حينما ترامى إلى مسامعهم أصوات جنازير دبابات قادمة من جهة الشرق تعلوهم طائرة هليوكوبتر تتقدمهم لتأمين الطريق… 

- وما هى إلا لحظات وكان رتل مدرعات العدو فى متناول أسلحة أبطال الصاعقة وكانت لحظة البداية عندما إنفجر أحد الألغام المضادة للمدرعات فى إحدى دبابات العدو فشلت حركتها , 

- ثم إنهالت القذائف عليهم ذات اليمين وذات اليسارفما كان منهم سوى الانسحاب للخلف فى سرعة عالية مخلفين ورائهم عدداً من الدبابات المدمرة ,

- وبكل السرعة المطلوبة قامت مجموعة الصاعقة بتعديل أوضاعها, واستعواض الذخائر .. وكما توقعوا عاد العدو فاتحاً تشكيله ممطراً المنطقة بوابل من أسلحة .. مما تسبب عنه هذه المرة خسائر كبيرة بين رجال الصاعقة , ولكنهم تشبثوا بالأرض بكل القوة ودارت معركة متلاحمة بين الصاعقة المصرية بصدورهم العارية ودروع الفولاذ ..

- قام سيد زكريا مع رفاقه من حاملى الآر- بى- جيه بالأنسلال بين دبابات العدو يناورونها ويخللوا صفوفها ويتجنبوا جنازيرها المفترسة, ويلتفون خلفها لتجنب رشاشاتها ويصوبون قذائفهم نحوها فزادت خسائر العدو بين مدرعاته بصورة لم يكن يتوقعها.. فما كان منه إلا الانسحاب للمرة الثانية بعد أن فشل فى إجتياز الممر الجبلى

-جمع أبطال الصاعقة أشلاء شهدائهم , وحملوا جرحاهم للخلف للأحتماء بالمنطقة الصخرية التى يخترقها الممر , وقد اوشكت مهمتهم على الانتهاء بعد أن أوشكت الشمس القانية على المغيب كاسية الكون بحمرة داكنة , وساد السكون والصمت المكان ..

- كان من بقى على قيد الحياة , من الذين بحالة تسمح لهم بحمل السلاح والمناورة أقل من أصابع اليدين .. وقد إستنفذ جهدهم , ونفذت معظم ذخائرهم .. كانوا ينتظرون غروب الشمس للعودة سيراً على أقدامهم إلى المواقع الأمامية المصرية على بعد عدة كيلو مترات لتعيدهم إلى قاعدتهم ,لكن لم يدر بخلدهم أن العدو الذى تكبد خسائر فادحة فى مدرعاته قد أضمر بهم شراً للأنتقام بما لحق بهم

- وشاهد سيد ورفاقه طائرتى هليوكوبتر للعدو قادمتان فى إتجاههما فاتحة نيران رشاشاتهم نحوهم وخلفهما مجنزرتين إسرائيليتين تحملان سرية من القوات الخاصة الأسرائيلية .. بدأت الهليوكوبتر فى مناوشة أبطال الصاعقة المصرية لتتيح لقواتها الخاصة الخروج من مجنزريتها وتطويق رجال الصاعقة رد أبطال الصاعقة على الهليوكوبتر بالمثل ,

- ------------------------------------

- وهنا يأتى العدو بعد أعوام طويله ليروى بنفسه القصه التى لم يكن يعلمها أحد عن هؤلاء الأبطال و هذا البطل المصرى ..

----------------------

  فى ثبات برز سيد من خلف أحد الصخور ,اصاب إحدى الطائرتين بقاذفه الصاروخى فى مقتل .. وفرت الأخرى مذعورة مفسحة المجال لقواتها الخاصة للتعامل مع هؤلاء الأبطال .

- خرج جنود العدو من مجنزراتهم فى إتجاه المنطقة الصخرية تسبقهما طلقات الرشاشين الثقيلين فوق المجنزرتين , وأستعد من تبقى من أبطال مجموعة الصاعقة المصرية بما تبقى من ذخيرة قليلة للدخول فى معركة أخيرة طلباً للشهادة .

- مالبثت ذخيرتهم القليلة أن نفذت ومازال القسم الأكبر من أفراد العدو بكامل تسليحهم وأستعد أفراد الصاعقة الذين بقوا على قيد الحياة لأستخدام السلاح الأبيض فى معركة تلاحمية عدا سيد.

------------------------

 تسلل البطل ومعه سلاحه الفردى إلى موقع حيوى يسيطر على ميدان المعركة،كانت لا تزال لديه خزنتين لبندقيته الآلية وما لبث أن سقط سقط الجنديين الاسرائيلين خلف الرشاشين الثقيلين صرعى فوق المجنزرتين , 

- حاول العدو تمشيط المنطقة الصخرية , فحول سيد وضع إطلاق النار إلى الوضع الفردى لكى لا تنطلق أكثر من طلقة فى كل مرة , ونجح بفضل سرعته , وأنتقاله من مكان إلى آخر , وحسن تخفيه من إحداث خسائر عالية بين الكوماندوز الاسرا.يلين الذين بدأوا فى التساقط واحد تلو الأخر , ولم يمنعه الأمر من إستخدام سلاحه الأبيض فى التخلص ممن وجده قريباً من مكمنه , وما هى إلا فترة وجيزة , وهدأ المكان من أصوات الطلقات .

- وبدأ الظلام يزحف على المكان فتحرك سيد ببطئ وحذر بعد أن أدى دوره فى منع عبور العدو من هذا الممر الجبلى طيلة اليوم بعد معارك شرسة ولما تأكد له خلو المكان من اى اثر للحياه تقدم حاملا بندقيتة الاليه فى اتجاه الممر ليعود للقوات المصريه ولم يبقى ببندقيته سوى رصاصتين فقط

- ولكن الله سبحانه وتعالى اراد له منزله عليا فمر اثناء سيره على حفره يختبئ بها جندى اسرا.يلى ما كاد ان يمر به حتى بادره بعدة طلقات فى ظهره بيد مرتعشة ولكنه فوجئ بالبطل يسقط امامه .

--------------------

وهنا يقف التاريخ أمام هذا المشهد الأسطورى لبطل مصر مسجى شهيدا وحده فى صحراء سيناء أمام جندى العدو الذى قتله .

- بعد أعوام طويله يحكى هذا الجندى الإسرا.يلى عن هذا الموقف قائلا : أنه اقترب منه بخوف وحذر وهو موجه السلاح نحوه فوجده قد فارق الحياه. و بكل الاعجاب دس يده فى جيبه واحتفظ ببطاقته ووجد نفسه يقف امامه فى وضع انتباه رافعا يده بالتحيه العسكريه له .

- لم يعرف ما الذى دفعه الى ذلك ولكنه وجد نفسه فى هذا الوضع لبعض الوقت اعجابا وتقديرا لهذا الجندى الذى استطاع ان يبيد سريته بالكامل.

- لم يفكر هذا الجندى الاسرا..يلى فى سرقته، وإنما أراد الاحتفاظ بمتعلقاته تذكاراً لهذا المقاتل الفذ وروحه القتالية العالية وشجاعته الفائقة التى لم يصادف مثلها من قبل، إضافة إلى إحساسه بالفخر، لأنه هو الذى قتل هذا الأسد المصري،

- أو حسب قوله لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرا..يلية: «إنه فعلا أسد .. قاتل بشراسة .. وحصد فصيلة كاملة من الجنود المظليين الإسرائيليين”.

- ----------------------

ومرت أعوام طويله لم يعرف أحد قصة إستشهاد سيد ولا بطولة هؤلاء الأفذاذ من رجال مصر الذين أدوا واجبهم ورحلوا فى صمت .

- وفى عام 1995 وفى ذكرى مرور 22 عاماً على حرب أكتوبر المجيدة , وفى مدينة برلين بألمانيا دخل دبلوماسى إسرا.يلى يعمل بتلك المدينة إلى قنصليتنا هناك لمقابلة المسؤلين بها .

- حيث قام بتسليمهم متعلقات الجندى البطل سيد زكريا أستشهد فى حرب أكتوبر 1973 مفجراً المفاجأة .. ويروى حكاية الشهيد البطل وكتيبته والمعركة البطولية التى خاضوها والتى كان شاهداً فيها على بطولة وشجاعة الجندى المصرى ..

- ثم قام بتسليم القنصل المصرى متعلقات سيد أو "أسد سيناء" كما أطلق عليه طالبا من الحكومة المصريه تكريمه ومنحه اعلى الأوسمة العسكرية .!

- و كما قال لصحيفة يديعوت أحرونوت : «لقد فعلت ذلك بعد كل هذه المدة لأننى أطالب بمنح هذا الجندى أرفع الأوسمة على شجاعته الفائقة”.!!

- ----------------------

وبركن خاص بالقاعة المخصصة لسلاح الصاعقة بالدور الثانى بالمتحف الحربى بالقلعة علقت لوحة نحاسية نقش عليها وجه البطل , وأسفلها طاولة عرض زجاجية بها متعلقات البطل التى سلمها الدبلوماسى الأسرائيلى وهى عبارة عن : 

- بطاقة عسكرية لتحقيق الشخصية .

- مبلغ مالى عبارة عن ورقة فئة الجنيه و3 ورقات فئة العشرة قروش , وقطعة معدنية فئة العشرة مليمات ,.

- وحوالة بريدية مرسلة لأهله بمبلغ 18 جنيهاً وخمسين مليماً .

- تلغرافاً به عنوان المرسل إليه الحوالة , والعنوان هو : الأقصر – أبو الحجاج – نجع الخضرات .

- خطابان أحدهما من أخيه محمود الذى يكبره سناً , وكان أيضاً مجنداً بالقوات المسلحة فى تلك الفترة , وإن كان قد سبقه بتاريخ التجنيد يخبره فيه بموعد أجازته الميدانية وتمنياته أن توافق فى جزء منها أجازة أخيه لكى يتقابلا خلالها .

- أما الخطاب الآخر فقد كتبه ليرسله إلى أخيه محمود يوصيه فيه باخوته البنات , ويطلب من أسرته ألا تحزن إن أصابه مكروه, خلال الحرب الوشيكة , وعلو منزلة الشهيد عند ربه , كما أرسل سلامه لجميع أفراد عائلته. ٠

--------------------   

وبعد ربع قرن نال هذا الشهيد من الرئيس حسني مبارك نوط الشجاعة من الدرجة الأولى، ووسام نجمة سيناء، أعلى تكريم عسكر.ي مصري.

××××××××××××××

وهنا أوجه رسالتى لكل من يسير على ارض سيناء :

من فضلكم لتنحنى رؤوسكم إجلالا و لتكن خطواتكم خفيفه لأن تحت هذه الأرض يرقد أبطال أفذاذ من هذا الشعب منذ فجر التاريخ وحتى ساعته وتاريخه قل أن تعرف البشريه مثيلا لهم.

تعليقات